عدة بلدان تتحدى منظمة الصحة العالمية في استعمال دواء ل"كورونا"

خميس, 28/05/2020 - 12:53

يبدو أن توصيات منظمة الصحة العالمية بإيقاف استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين في علاج مرضى فيروس كورونا لم تُقنع بعض الدول، وأكدت الثلاثاء 26 مايو/أيار 2020، أنها ستواصل استخدام "دواء الملاريا" بعد أن أثبت فاعليته في شفاء مرضى كوفيد 19.

إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية، الإثنين 25 مايو/أيار، أنّها علّقت "مؤقتاً"، في إجراء وقائي، التجارب السريرية لعقار هيدروكسي كلوروكين التي تجريها مع شركائها في دول عدة، غير أن ذلك لم يُقنع دولاً مثل الجزائر والأردن والبرازيل.

دول عربية تُواصل استخدامه: فقد أكد عضو في اللجنة العلمية لمتابعة انتشار فيروس كورونا المستجد في الجزائر، أن البلد لا يعتزم وقف استخدام دواء هيدروكسي كلوروكين، بالرغم من تعليق منظمة الصحة العالمية للتجارب السريرية لهذا العقار في تدبير وقائي.

صرَّح الدكتور بقّاط بركاني لوكالة الأنباء الفرنسية "لقد قمنا بعلاج آلاف الحالات بهذا الدواء بكثير من النجاح إلى يومنا هذا، ولم نسجِّل أيَّ أعراض غير مرغوب فيها". وأضاف بقّاط، الذي يرأس أيضاً عمادة الأطباء "لم نسجل أي وفاة مرتبطة باستخدام كلوروكين".

الجزائر قرَّرت منذ نهاية مارس/آذار، استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين مع المضاد الحيوي أزيتروميسين، لعلاج كل من يتم تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد.

بحسب المتحدث باسم اللجنة العلمية لمتابعة الوباء، البروفيسور جمال فورار، هناك أكثر من 15000 شخص مصاب أو مشكوك في إصابته حتى من دون ظهور أعراض المرض.

من جهته أكَّد المسؤول عن ملف فيروس كورونا في وزارة الصحة الأردنية الدكتور عدنان إسحاق، أنه لم يتم حتى الثلاثاء بحث إيقاف استخدام عقار "هيدروكسي كلوروكوين" في البلاد، وقال إن الأمر سيتم طرحه على اللجنة المشكّلة للبروتوكول العلاجي لاتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن.

البرازيل تتحدى الصحة العالمية: بدورها أعلنت وزارة الصحّة البرازيلية أنّها ستبقي على توصيتها باستخدام عقار "هيدروكسي كلوروكين" لعلاج مرضى كوفيد-19، على الرغم من أنّ منظّمة الصحّة العالمية أوصت، في إجراء وقائي، بتعليق التجارب السريرية لهذا العقار مؤقتاً.

قالت مايرا بنييرو، المسؤولة في وزارة الصحة عن إدارة العمل والتربية الصحية، خلال مؤتمر صحفي في برازيليا "ما زلنا هادئين ومطمئنين، ولن يكون هناك أي تغيير" في توصياتنا بشأن هذا العقار.

كانت وزارة الصحّة البرازيلية أصدرت الأسبوع الماضي، بضغط من الرئيس جايير بولسونارو، مذكّرة وسّعت فيها نطاق التوصيات بشأن الحالات المسموح فيها باستخدام عقارَي "كلوروكين" و"هيدروكسي كلوروكين"، لتشمل الحالات الخفيفة من الإصابة بمرض كوفيد-19، على الرّغم من عدم وجود أدلّة قاطعة على فاعلية أيّ من هذين العقارين في علاج هذا المرض.

نتائج فوضوية: اعتبر مدير معهد المستشفى الجامعي للأمراض المعدية بمرسيليا، ومُطلِق مبادرة علاج (كوفيد-19) بعقار هيدروكسي كلوروكوين ديدييه راؤول، أنَّ الدراسات التي تُشكِّك في فاعلية تجربته دراسات فوضوية.

قال راؤول في مقطع فيديو للدفاع عن تجربته: "أنا لا أعرف ما إذا كان هيدروكسي كلوروكين يقتل في مكان آخر، ولكن هنا ينقذ الأرواح"، مستنكراً "دراسة فوضوية أُجريت باستخدام بيانات كبيرة لتشويه تجربته"، بحسب ما نقلته قناة "فرانس أنفو" الفرنسية.

لماذا أوقفته الصحة العالمية؟ في وقت سابق أوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، أنَّ هذا القرار اتُّخذ السبت غداة نشر دراسة في مجلة "ذي لانسيت" الطبية، اعتبرت أنّ اللجوء إلى الكلوروكين أو مشتقّاته مثل هيدروكسي كلوروكين للتصدّي لكوفيد-19 ليس فاعلاً، وقد يكون ضارّاً.

بدأت منظمة الصحة العالمية قبل أكثر من شهرين تجارب سريرية تشمل بالأخص عقار هيدروكسي كلوروكين، بهدف التوصّل إلى علاج ناجع لكوفيد-19.

بالنسبة للدكتور بقّاط فإن هذه الدراسة "تثير الغموض"، لأنها "كما يبدو تتعلّق بالحالات الخطرة التي لا ينفعها هيدروكسي كلوروكين". وأوضح أنه "ما يلاحظ أن استخدام دواء كلوروكين في دول عربية وإفريقية كان فعّالاً عند اتخاذ الاحتياطات اللازمة".

       

بحث