الاختراع أو الابتكار نوع من أنواع الابداع الخلاق ,تتسابق الشعوب والامم للتنافس فيه لِما له من مردودية على الدول والمجتمعات من حيث تطورها وازدهارها ,وإيجاد قدم راسخة لها بين الآخذين بزمام العلم والمعرفة ,فالاختراعات والابتكارات هما مَا يعطي للدول مكانتها بين الامم.

أما فيما يتعلق بالموريتانيين ,أو معظمهم فقد جُبلوا على حب التقليد الاعمى في كل شيء ,فحين يقوم تاجر باستيراد بضاعة من الخارج ويحقق من خلالها ربحا معقولا مثلا ,ترى بقية التجار يتنافسون في استيراد نفس البضاعة حتى يُغرقوا بها الاسواق فتنخفض قيمتها ,فيَخسرون ويتسببون في خسارة زميلهم الاول.

ومن عادات التقليد السيئة عندنا ما كان قائما إبان فترة حكم الرئيس الاسبق معاوية ولد سيد احمد الطايع بخصوص فتح فصول لمحو الامية ,حيث أصبح التنافس محموما بين الجميع لفتح فصل في كل حي حتى ولو لم يدخله تلميذ واحد ,وقلْ نفس الشيء عن المبادرات الداعمة للمرشحين.

وآخر صرعة في موضوع "لحمار" هو التنافس المحموم القائم هذه الايام في حرق الادوية المزورة أو المواد الغذائية منتهية الصلاحية ,فلا يكاد يخلو يوم من الايام إلا وأخبار الحرق تملأ صفحات الجرائد والمواقع ,من قِبل والي ولاية في الشرق ,أو حاكم مقاطعة في الغرب ,أو وكيل جمهورية في الشمال ,وهكذا دواليك ,حتى أصبح لدينا في كل مدينة أو حي محرقة.

أيها المواطنون الاعزاء ,دعوا التنافس المذموم "لحمار" وبادروا إلى التنافس الخلاق..إلى الابداع...إلى ما ينفعكم في دينكم أو دنياكم أوآخرتكم.

 

افتتاحية (الجواهـــــر)