تعرّف على صراط الفناء الوطني في موريتانيا

سبت, 31/08/2019 - 18:47

طريق الامل ,حوادث يومية , قاتلة في معظمها أوعاهات دائمة وأضرار مادية يومية في بعضها , هموم أثقلت كاهل المواطن ,فالمسافر عليه مفقود والواصل منه مولود , كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من السلطات التي عهد إليها السلامة الطرقية وتنظيم النقل!! كل ذلك يحدث برعاية سامية من وحدات الدرك الوطني !! التي تقف متفرجة على طول صراط الأمل, تحصد الإتاوات من أصحاب السيارات دون تحرير مخالفات وتحصي الوفيات ولسان حال عناصرها يقول : مع مرور كل سيارة " هات " والحادث لا محالة " آت " و " كل من عليها فان "

كل ذلك يحدث و القيادة الوطنية متفرجة على حوادث سير قاتلة, تحصد أرواح المواطنين برعاية من وحدات الأمن الوطني التي تتقاضي رواتبها من دافع الضرائب ويشكل أمن المواطن وسلامته آخر أولوياتها!!

كل ذلك يحدث و القيادة الوطنية تكتفي ببيان روتيني – شهري يتلوه وزير " التجهيز والنقل " عن حالة حوادث السير وعدد الوفيات والتي تعود حسب البيان دائما إلي السرعة المفرطة والحمولة الزائدة !!

أما الحالة الطرقية ـ وحسب البيان دائما ـ فهي جيدة وفي تحسن مضطرد.

 كل ذلك يحدث و القيادة الوطنية تكتفي بذلك البيان الذي لا يقدم حلولا ناجعة لهذه المعضلة, اللهم الا تشديد الخناق على السائقين ,أما لماذا السرعة المفرطة والحمولة الزائدة رغم وجود وحدات الأمن على طول طريق الأمل , فذاك سؤال مؤجل ؟

 كل ذلك يحدث و القيادة الوطنية تكتفي ببيان يومي للدرك الوطني عن حالة حوادث السير اليومية والأضرار البشرية والمادية المسجلة عبر امواج الاذاعة الوطنية ؟

أما السبب فهو حسب العقيد أيضا السرعة المفرطة والحمولة الزائدة , وتناسى أن السبب في السرعة المفرطة والحمولة الزائدة هو أيضا تواطؤ وحدات الدرك مع أصحاب السيارات وحصر مهامها في جمع إتاوات زهيدة داخل مكاتب موصدة بدلا عن تحرير مخالفات رادعة لمصلحة الخزينة الوطنية . والأسوأ من ذلك انه في حال إصرار بعض السائقين علي تحرير مخالفة بدل دفع إتاوات يتعرض لمختلف اصناف الإذلال و إضاعة الوقت حتى يخضع لقانون " الإتاوات " بدلا عن " المخالفات ".

كل ذلك يحدث والقيادة الوطنية تتشدق بمحاربة الفساد وأي فساد اشد من فساد تزهق فيه الأرواح وتهتك فيه الأعراض وتضيع فيه الممتلكات ؟ وأي فساد اشد من فساد أفراد بزيهم الرسمي يصلون ليلهم بنهارهم على قارعة الطريق تفانيا في خدمة مصالحهم الشخصية ومصالح قادتهم ؟

إن محاربة الفساد في الوحدات الأمنية, أولوية وطنية لأنه فساد مزدوج  :

 - فساد في الأخلاق ,حيث يغيب مفهوم الوطنية واحترام المواطن وممتلكاته

 - فساد يطال الميزانيات التي تصرف على الاسمنت وأخواته بدلا عن الأمن ووحداته ,والغريب انك لا تكاد تمر من أمام ثكنة عسكرية أو أمنية إلا وأعمال الترميم والطلاء تجري على قدم وساق, وبناء وإعادة بناء المكعبات الإسمنتية لحمايتها من الاستهداف بشكل يجعلك تعيش مخاوف أمنية يومية وأنت ترى الوحدات الأمنية تبحث عن الأمن وراء المكعبات الإسمنتية ؟ انه الفساد بذريعة الإرهاب ؟

-  فساد تزهق فيه الأرواح وتضيع فيه الممتلكات الخاصة للمواطن على قارعة الطريق نتيجة سيادة قانون " الإتاوات " الذي يشجع المصلحة الخاصة والسرعة المفرطة والحمولة الزائدة بدلا عن قانون " المخالفات الرادعة " الذي يكرس مفهوم الدولة والمصلحة العامة.

ابو عبدو

 

العنوان الاصلي للمقال (طريق الأمل ....صراط الفناء الوطني ؟)

       

بحث