اعتاد (ل.م) الشاب المهاجر منذ سنوات الى افريقيا أن يعود من عمله في حدود منتصف الليل منهكا متعبا فيستلقى على سريره ويفتح هاتفه الذي يتركه في البيت طوال النهار ويستمر في الكلام والتواصل مع اهله واصدقائه

فتح الواتس وبينما هو يقلب في صفحات أصدقائه وجد زوجته ترن على هاتفه فسلم عليه وبدأ في سؤالها عن حالها وعن البلد، وهي تقوم بالرد عليه برسائل متقطعة وكأن التغطية ليست تكفي لكي يتواصلوا سالها عن حالها، فردت عليه بأنها على أحسن حال وليس ينقصها سوى حضوره فهو زوجها الذي اشتاقت إليه كثيرًا.
بعد لحظات اخبرته بأنها متعة وتشعر بالام في الراس وستحاول النوم لترتاح شيئًا من الوقت، فقام بوداعها وأغلق هاتفه، فهو أيضًا متعب ويريد أن يستريح.

حاول الرجل أن ينام وأخذ يتقلب على السرير كثيرا غير أنه لم ينعم بأخذ قسط من الراحة عاد بعد ذلك و فتح الواتساب ليرى زوجته ما زالت على الخط فيقول لها: أنا لم أستطع النوم، فهل أنت كذلك؟ فتقول له: نعم، أنا مثلك، وبينما هو يقوم بمراسلتها إذا بها تقوم بإرسال رسالة خارج الموضوع مفادها: سألتقي بك يا حبيبي في الغد، فأرسل لها زوجها: أي لقاء هذا الذي تذكرين ؟ فتلكأت المرأة ثم أرسلت على الفور قائلة: أقصد غدًا في المستقبل يا زوجي الحبيب، فأجابها: نعم، ثم اغلق هاتفه وهو قد أصابه نوع من الهم حيث أخذ يشك في أمر زوجته وهو يقول: أي لقاء كانت تقصد؟! ولم ينم هذا الرجل ليلته كاملة.
بعد شهر تقريبا اخبرته بانها ستغادر اهله وتسكن مع اختها لان اخواته يمررن لها رسائل واضحة بانها شخص غبر مرغوب فيه بالبيت وبسألن عنها كثيرًا إذا خرجت أو دخلت وهي تريد أن تستقل بنفسها عن والدته واخواته فاخبرها بانه سيبدا في تجهيز سكن خاص بها

 

فجهز الرجل لزوجته بيتًا لتسكن فيه، ثم اتصلت والدته عليه وهي تقول له: إن امرأتك تُكثر من الخروج ولا نعرف إلى أين تروح وتذهب؟ فكان رده على أمه أن تحسن الظن في امرأته فهي امرأة طيبة.

وما كانت إلا أيام وإذا بأحد أصدقائه يقوم بالاتصال به ويعرفه بأن حفلة زفاف صديقهم مروان قد تمت في الغربة، فطلب من صديقه أن يرسل له هذا المقطع من الفيديو، فقد اشتاق إلى أصدقائه وإلى رؤياهم كثيرًا، فقال له صديقه: في العشاء أرسله لك من خلال الواتساب

كان الزوج في بيته قبل المغرب ووضع هاتفه فوق الطاولة بجوار هاتف زوجته، وحين أتم صلاته أراد أن يقوم بفتح الواتس ليعرف ماذا أرسل له صديقه.

ولكن الزوج قد أخذ هاتف زوجته الذي يشبه هاتفه دون أن يقصد، فلما فتحه رأى عدة رسائل، ووجد في هذه الرسائل رقمًا يقول: أخيرًا فتحتِ اليوم، أين أنتِ أيتها الحبيبة الجميلة؟ أنا أنتظرك كل ليلة في المكان المعهود

وأخذ الزوج يقلب في الهاتف فعرف أن الهاتف هو هاتف زوجته، فأخذ الرقم وقام بالاتصال فورًا ليتيقن من المتصل، فإذا بالرجل يقول: حبيبتي أين كنتِ؟ لمَ لا أراك هذه الليالي؟

فعرف الزوج من ساعته أن المتصل هو عشيق امرأته، وأخذ يقلب في الواتساب ووجد رسائل غرام كثيرة أدمت قلبه وقرحت معدته، وهنا أدرك أن امرأته تخونه مع غيره

وبسرعة أعاد الهاتف إلى مكانه دون أن تشعر زوجته، وفي اليوم التالي اتصل به أحد الأصدقاء ليخبره بضرورة العودة إلى مكان عمله، حيث لا داعي لأن يتأخر وإلا استبدلته الشركة بعامل غيره.

وفي اليوم الثالث قام بالاتصال بصديقه بعد صلاة العشاء، وكان الزوج جالسًا مع امرأته، فأخبره صديقه بالأمر كما اتفقا.فقد أوهم الزوج زوجته بأنه يستعد للرحيل لأمر طارئ حتى لا يُرفد من الشركة، فصافحته زوجته مصافحة شديدة وتظاهرت بالبكاء على فراقه

 

قام الزوج بأخذ حقيبته وأخذ سيارته على أنه سيسافر ثم استأجر غرفة في الفندق الذي يجاور بيته، كانت تلك الغرفة التي استأجرها لها إحدى النوافذ التي تقابل بيته، ظل هناك شهرًا تامًّا يرصد ويراقب حركات زوجته، حيث كان يقوم بملاحقتها ليلًا ونهارًا، فقد رآها وهي تذهب مع ذلك الصديق حيث البحر ادرك من وقتها لماذا طلبت منه زوجته أن تستقل بعيدًا عن أمه، هكذا ليخلو لها الجو مع عشيقها.

وبعد شهر رجع إلى بيته وطلب من زوجته أن يذهب إلى بيت والدها فقد اشتاق إلى رؤية عمه وطلب منها البقاء حتى يعود بعد اسبوع ، وافقت زوجته مرغمة، وهناك حيث بيت والدها قام بإرسال ورقة طلاقها لها.

فغضبت والدتها غضبًا شديدًا مما فعله زوجها، وأخذت تسأل ابنتها عن السبب فقالت: لا أدري ثم اتصلت به لتعرف لماذا طلقها، فلم يُحسن أن يرد عليها خوفًا على مشاعرها ولكنها ألحت عليه في أن يذكر لها السبب، فذكر لها سبب هذا الأمر، فما كان منها إلا أن تحسر بشدة على ما حصل من ابنتها وندمت على سوء تربيتها ندمًا شديدًا.
هكذا كانت عاقبة الخيانة، خسرت المرأة زوجها وخسرت والدتها التي ندمت على ولادتها وخسرت والدها الذي نبذها، وخسرت إخوتها، خسرت الجميع لأنها جرت وراء ملذاتها وشهواتها ولم تمسك نفسها عن الحرام، وهذه هي عاقبة الحرام، فالحرام دائمًا يأتي بالسوء، فالخيانة من أسوأ ما يمكن أن يتصف به إنسان على ظهر الأرض.