نقاش غاضب بين زوجين بسبب التبرع ب100 مليون لمرشح رئاسي

أحد, 28/04/2019 - 12:22

في مثل هذه المواسم ,ترتفع درجة حرارة النقاش عادة ,وتشتعل الساحة بالتجاذبات والاستقطابات ,ويختلط الجد بالهزل ,سواء تعلق الامر بالاجتماعات العامة أو بين أفراد الاسرة الواحدة ,بسبب تباين وجهات النظر حول هذا المرشح أو ذاك , ومن آخر تلك التجاذبات ما حدث بين رجل أعمال معروف وزوجته ,حيث وجّه اليها حديثا حادا بعد أن انتقدت تصرفاته وإنفاقه غير المبرر على مبادرة داعمة لأحد المرشحين ,حيث قال في غضب :

(أسكتي يا امرأة .. أنت لا تفهمين شيئا..تريدين فقط خراب بيتي...تريدين أن أعود فقيرا كما كنت قبل سنوات).

قال هذا الكلام عندما طلبت منه زوجته إنفاق مبلغ كبير كان قد خصصه لدعم مرشحٍ للرئاسة ، على ذوي القربى والمحتاجين , بدل إنفاقه على دعم مرشحٍ للرئاسة.

ثم تابعت حديثها قائلة : يا هذا ..اتقي الله ,واعلمْ انك مسئول حين تقف أمامه عن مالك ، من أين اكتسبته وفيمَ أنفقته.

أتنفقُ عشرات الملايين ولديك من ذوي الارحام والأقرباء مَن لا يجد ما يسد به الرمق ، أنسيتَ فلانة بنت فلان وأهل فلان، أوَ ليسَ لهم رحِم ,أليسوا بحاجة ماسة ، أيمكن أن تنسى القرية الفلانية التي معظم سكانها من الفقراء والمساكين؟.

ويحك يا رجل!! هل أعماك النفاق والطمع وأَصمّ أذنيك ,وطبَع التملق على قلبك فصرفتَ نظرك عن أولئك الذين لهم حق معلوم في مالِك؟، فاخترتَ تنظيم المبادرات والدعم لكل لصٍّ يسرق أموال الشعب بغير وجه حق.

دعك من المبادرات ,وبادر إلى الله وإلى الاعمال الصالحة قبل فوات الأوان ، اتق الله يا هذا وأنفق مما آتاك الله ,واعملْ لبناء وتأثيث مسكنك القادم ,الذي هو "القبر".

انت في نواكشوط ، المدينة المترامية الاطراف ، حيث يبيت العديد من الاسر على الطوى والجوع وينام اطفالهم دون عشاء ,أو بعشاء لا يسمن ولا يغني من جوع.

ويحك!!.. قمْ بزيارة الاحياء الفقيرة وانظر كَم من المعوزين في هذه المدينة التي تسكنها ، وكم من مفارقات تعيشها ساكنة العاصمة ,فستجد أسرا بكاملها ليس لهم من معيل سوى أطفال الشاوارع.

ستجد أُسَرا هاجر عنهم معيلُهم الوحيد بعد ان أغلقت في وجهه كل فُرص العمل وأتيحت لك ولأمثالك.

نعم...ستجد أطفالا لا تحلم أسرهم أن ينالوا حقهم في التعليم ,اذهب إلى مستشفيات نواكشوط وادفع إتاوة للحراس!!.. وادخل! فستجد مرضي ليست لديهم رعاية ، وليس بإمكانهم الحصول حتى على دواء مزور في أغلب الاحيان .

ترجّلْ عن سيارتك الفارهة وسرْ على قدميك ,ستجد نفسك في مدينة تضرب البطالة أطنابها في اوساط شبابها ، لا تكافؤ في الفرص بين أبنائها ,مما جعلهم يلجئون للمخدرات وارتكاب الجرائم.

ستجد شيوخا وعجائز جارَ عليهم الزمن وظلم الظالمين فلم يجدوا أمامهم من فرصة إلا التسول.

فأعطهم من مال الله الذي أعطاك ,لأن المال ليس لك ,بل أنت مُستخلَفٌ فيه ,ولتنظر دائما إلى ما يرضِي ربك وضميرك.. لا إلى ما يرضي الحاكم الظالم.

فقاطعها ونهرها قائلا : (أسكتي يا امرأة ..لولا هذا الموقف والدعم الذي قدمته والمبادرات المساندة للسلطة لكنتُ الآن في غياهب السجن ، ولَكُنتِ أنت تعيشين تحت أحد أعرشة الترحيل في أحسن الأحوال.)

اسكتي...ثم أغلق الباب بقوة وخرج غاضبا باتجاه مبادرة داعمة لأحد مرشحي الرئاسة النافذين ..وهو يتمتم بكلمات سُمع منها :

"مساكين آش ..وفقراء آش...لعظمْ الِّ اتكدْ هو الِّ اتودْ"

 

صوت + الجواهر

 

       

بحث